أو لا يدع فإن ترك فراغا فقد تجزأ المموس وإن لم يترك فراغا فلا يتأتى أن يماسه آخر غير المماس الأول وقد ماسه آخر هذا خلف وكذلك في كل جزء موضوع على جزءين متصل وغيره من تركيب المربعات منها لمساواة الأقطار والأضلاع ومن جهة مسامتات الظل والشمس دلائل على أن الجزء الذي لا يتجزأ البتة محال وجوده فنتكلم بعد هذه المقدمة في مسائل هذا العلم ونحصرها في ست مقالات المقالة الأولى في لواحق الأجسام الطبيعية مثل الحركة والسكون والزمان والمكان والخلاء والتناهي والجهات والتماس والإلتحام والإتصال والتتالي أما الحركة فتقال على تبدل حال قارة في الجسم يسيرا يسيرا على سبيل الإتجاه نحو شيء والوصول إليه هو بالقوة أو بالفعل فيجب أن تكون الحركة مفارقة الحال ويجب أن يقبل التنقص والتزيد ويكون باقيا غير متشابه الحال في نفسه وذلك مثل السواد والبياض والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والطول والقصر والقرب والبعد وكبر الحجم وصغره فالجسم إذا كان في مكان فتحرك فقد حصل فيه كمال وفعل أول يتوصل به إلى كمال وفعل ثان هو الوصول فهو في المكان الأول بالفعل وفي المكان الثاني بالقوة فالحركة كمال أول لما بالقوة من جهة ماهو بالقوة ولا يكون وجودها إلا في زمان بين القوة المحضة والفعل المحض وليست من الأمور التي تحصل بالفعل حصولا قارا مستكملا وقد ظهر أنها في كل أمر يقبل التنقص والتزيد وليس شيء من الجواهر كذلك فإذن لا شيء من الحركات في الجوهر وكون الجوهر وفساده ليس بحركة بل هو أمر يكون دفعة وأما الكمية فلأنها تقبل التزيد والتنقص فخليق أن
(٢٠٢)