منه فتقربوا إليه في يومه وساعته وتبخروا بالبخور الخاص به وتختموا بخاتمه ولبسوا لباسه وتضرعوا بدعائه وعزموا بعزائمه وسألوا حاجتهم منه فيقولون إنه كان يقضي حوائجهم بعد رعاية هذه الإضافات كلها وذلك هو الذي أخبر التنزيل عنهم أنهم عبدة الكواكب والأوثان فأصحاب الهياكل هم عبدة الكواكب إذ قالوا بإلهيتها كما شرحنا وأصحاب الأشخاص هم عبدة الأوثان إذ سموها آلهة في مقابلة الآلهة السماوية وقالوا * (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) * 3 - مناظرات إبراهيم الخليل لأصحاب الهياكل وأصحاب الأشخاص وكسره مذاهبهما وقد ناظر الخليل عليه السلام هؤلاء الفريقين فابتدأ بكسر مذاهب أصحاب الأشخاص وذلك قوله تعالى * (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) * وتلك الحجة أن كسرهم قولا بقوله * (أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون) * ولما كان أبوه آزر هو أعلم القوم بعمل الأشخاص والأصنام ورعاية الإضافات النجومية فيها حق الرعاية ولهذا كانوا يشترون منه الأصنام لا من غيره كان أكثر الحجج معه وأقوى الإلزامات عليه إذ قال عليه السلام لأبيه آزر * (أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين) * وقال * (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع
(٥١)