في ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين كان أحرى بهم وأليق بالحكمة والسابع سلمت هذا كله خلقني وكلفنى مطلقا ومقيدا وإذا لم أطع لعننى وطردني وإذا أردت دخول الجنة مكننى وطرقنى وإذا عملت عملي إخرجنى ثم سلطني على بنى آدم فلم إذا استمهلته أمهلني فقلت أنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكنى في الحال استراح آدم والخلق منى وما بقي شر ما في العالم أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر قال فهذه حجتي على ما ادعيته في كل مسألة قال شارح الإنجيل فأوحى الله تعالى إلى الملائكة عليهم السلام قولوا له إنك في تسليمك الأول أنى إلهك وإله الخلق غير صادق ولا مخلص إذ لو صدقت أنى إله العالمين ما احتكمت على بلم فأنا الله الذي لا اله إلا أنا لا أسأل عما أفعل والخلق مسؤولون ولهذا الذي ذكرته مذكور في التوراة ومسطور في الإنجيل على الوجه الذي ذكرته وكنت برهة من الزمان اتفكر وأقول من المعلوم الذي لا مرية فيه أن كل شبهة وقعت لبنى آدم فإنما وقعت من إضلال الشيطان الرجيم ووساوسه ونشأت من شبهاته وإذا كانت الشبهات محصورة في سبع عادت كبار البدع والضلالات إلى سبع ولا يجوز أن تعدو شبهات فرق الزيغ والكفر والضلال هذه الشبهات وإن اختلفت العبارات وتباينت الطرق فإنها بالنسبة إلى أنواع الضلالات كالبذور وترجع جملتها إلى إنكار الأمر بعد الاعتراف بالحق وإلى الجنوح إلى الهوى في مقابلة النص
(١٨)