والذي عنده قدره على إقناع عمر بعدم زيارة العراق وحثه على زيارة الشام ومرافقة عمر في سفره، عنده القدرة أيضا على حث عمر على ترحيل اليهود إلى الشام. ولكن لماذا لم يسكن كعب في الشام قرب معاوية في بداية إسلامه؟
الجواب: إن إسلام كعب الظاهري كان من أجل فلسطين، وفي سبيل تحطيم الإسلام وإعلاء دين اليهود، لذا كان ناويا السكن فيها، ولكن عمر طلب منه السكن في المدينة. ولما مات عمر التحق كعب بالشام فسكن فيها إلى جنب اليهود المرحلين إليها وإلى جنب معاوية..؟ فتحققت غاية كعب في سكن فلسطين مع اليهود وفي ظل حكومة ابن أبي سفيان؟!
فأصبح اليهود في ظل حكومة معاوية أسياد الأرض والمالكين لها، بعد أن كانوا عمالا في أرض خيبر يعملون بها على نصف الحاصل في أرض أصبحت مملوكة للمسلمين.
وحصول كعب على مكانة المشاور الديني والسياسي للخليفة هو الذي دعاه للبقاء في المدينة في زمن عمر.
وقبل حصول الثورة على الخليفة عثمان شاهد كعب ولمس حصول فتنة في المدينة المنورة. فخاف من انتقام الثوار منه فرحل إلى الشام وهي الموطن المقدس في نظره، إلى حيث معاوية بن أبي سفيان. ولقد توفي كعب في سنة خمس وثلاثين هجرية عن عمر يناهز مائة وأربع سنوات (1).
وقد قال كعب الأحبار: أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إلى الله القدس (2).
وقال: تسعة أعشار الخير بالشام وجزؤه في سائر الأرضين (3).