وقد تعلم الصحابة هذه المنهجية من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وادركوا أثرها في كسب ود الناس.
وكان أحد الناس قد طلب من عمر بعد طعنه تولية ابنه عبد الله. فقال له: ما أردت الله بذلك إن عبد الله لا يحسن طلاق زوجته (1).
وقد شذ عمر عن نظريته تلك في مورد واحد، حين عين قدامة بن مظعون (خال ولديه عبد الله وحفصة) واليا على البحرين لكنه عزله بعد شربه خمرا.
ولا يعني ابتعاد أبي بكر وعمر عن تعيين أرحامهما في السلطة حسن صفات ولاتهما المنصبين في البلدان بل كان أرحامهما أقل مكرا وخبثا ودهاء من أعضاء الحزب القرشي العاملين في جهاز الدولة من أمثال ابن العاص والمغيرة ومعاوية وعتبة والوليد بن عقبة. وقد قال عمر قبل موته: أخرجت سعد بن زيد (من مجلس الشورى) لقرابته مني.
فقيل له في ابنه عبد الله بن عمر.
فقال: حسب آل الخطاب ما تحملوا منها. وإن عبد الله لم يحسن أن يطلق امرأته (2).
ولم توظف الدولة زيد بن الخطاب الذي استشهد في معركة اليمامة في خلافة أبي بكر. وكان معارضا لخلافة أبي بكر كما صرح عمر بذلك (3).
وقد أصر عمر وأبو بكر على سياسة الابتعاد عن تعيين الأرحام، وهي إحدى الوسائل المهمة في كسب رضى الناس.