بأن معاوية كسرى العرب، وألا تراه يهدد بي عليا يوم الشورى، إذ هو أعلم بي وما سيؤول بعده الأمر، ويعلم أن الحكم الذي غصبه من أهله والسيرة التي سار عليها لا يحفظها له سواي وسوى آل بيتي، وتلك أفعاله وأقواله وشوراه شاهدة.
السؤال (9):
ما سبب إرهاقك الأمة بالعسف والاستبداد وإراقة الدماء والحجر على الأبدان والنفوس ومطاردة البررة والأبرياء؟
الجواب:
ماذا عمله أبو بكر لإشادة ملكه حين أرسل أعوانه أمثال خالد إلى مالك بن نويرة وحرقه الفجاءة وغيرها من الأعمال التي أخذها عليه عمر ذلك الفظ الغليظ وسلبه نحلة فاطمة، وأعماله مع آل البيت وفي مقدمته عليا ولو طال به الأمد لوجدت في سيرته العجائب، ولم يجد من يعهد إليه أشد من عمر، وقد وجدنا عمر كيف سار على سيرته من الاستبداد بالمهاجرين والأنصار بدرته الهاوية على الرؤوس وإرهاق السائلين، ومعاملته مع ولاته وبالتالي استبداده في الكبيرة والصغيرة حتى مد يده إلى نصوص الكتاب الصريحة يبدلها دون عذر.
حتى بلغ به الأمر قبيل موته استبداده بأمر الشورى التي بلغت من الاستبداد والاستنكار أقصاه، وهي أم المفاسد والمذابح والتفرقة، وهي التي كانت كنص مكتوب لنا بأخذ زمام الحكم والاستحواذ على مقدرات الأمة قهرا ورغما عن أنوف قاطبة الأفراد والجماعات عدا العصبة القليلة التي استحكمت بالحكم في فترة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان بما مدوهم بها من تجربة وبسطة في المال وتسليما لأزمة الأمور.