فانظر يا أخا الحقيقة! كيف جعل " هو " موضوعا لحمل تلك الأسماء الحسنى وصارت تلك الصفات العليا مستهلكة فيها، وهو اسم مكنى مشار إلى غائب - كما عن مولانا باقر العلوم (عليه السلام) - فكل الموجودات والحقائق مظاهر له، وهو - أي هو - ظاهر فيها، ولا واقعية لشئ منها مع قطع النظر عنه، والمظاهر كلها هالكة لولا هو.
ثم اعلم: أنه لا يتطرق إليه البطلان وسلب الآثار، لأن تجويز تطرق البطلان إليه - مضافا إلى كونه سلب الشئ عن نفسه، وهو بديهي البطلان - ملازم لتجويز بطلان الواقعية مطلقا، واللحوق بالسوفسطائية التي لا تليق للمحاورة، فإن ذلك قضية صرافته وبساطته، فبالتدبر الجيد والصادق في معنى بساطة حقيقة الوجود وصرافتها يظهر ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.