حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٧٥
قال: " هي الذكر الأول، فتعلم ما الإرادة؟ ".
قلت: لا.
قال: " هي العزيمة على ما يشاء، فتعلم ما القدر؟ ".
قلت: لا.
قال: " هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء ".
قال: ثم قال: " والقضاء هو الإبرام وإقامة العين... " إلى آخره (أصول الكافي 1، 157).
والغرض من كلامه وخطابه هو المنع عن الإعتقاد بمذهب القدرية بمعنى المفوضة القائلين بأن أفعال العباد واقعة بقدرتهم بلا مدخلية لقدرة الله تعالى وإرادته في أفعالهم، سوى أنه تعالى أوجدهم وفوض إليهم الاختيار، يفعلون ما يشاؤون ويتركون ما لا يشاؤون.
والإمام (عليه السلام) حذر يونس ونهاه عن الاعتناق بهذا المذهب، وأشار إلى سخافته بأنه في الفساد والركاكة بمثابة لا يقول به أهل الجنة، ولا يقول به أهل النار، ولا يقول به إبليس الرجيم.
أما أهل الجنة فقالوا: * (الحمد لله الذي هدانا...) * إلى آخره، اعترافا منهم بأن اهتداءهم إلى الجنة كان بالله - عز وجل - وأن وصولهم إلى الغبطة العظمى رهين توفيقه وإرادته تعالى.
وأما أهل النار فأفصحوا عن شقوتهم الغالبة عليهم التي قادتهم إلى النار بأن ذلك كان بما سبق في علمه تعالى ضلالهم.
وأما إبليس فأجهر بأن غوايته كانت بإغواء الله تعالى.
فهؤلاء كلهم قائلون بعدم انقطاع أفعالهم من فعل الله تعالى، بخلاف القدرية المفوضة، حتى حكي عن بعضهم: لو جاز العدم على الله تعالى - والعياذ بالله - لما ضر
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162