حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٠٦
تنبيه إن هاهنا نكتة لعلها تكون أقرب إلى بعض الأفهام لدفع الشبهة، وهي أن النفس في الأفعال الخارجية الصادرة عنها لما كان توجهها الاستقلالي إليها وتكون المبادي من التصور إلى العزم والإرادة منظورا بها، أي بنحو التوسل إلى الغير وبنعت الآلية لم تكن مقصودة ولا مرادة ولا مشتاقا إليها بالذات، بل المقصود والمراد والمشتاق إليه هو الفعل الخارجي الذي يتوسل بها إليه، فلا معنى لتعلق الإرادة بالإرادة ولو فرض إمكانه، لعدم كونها مقصودة ولا مشتاقا إليها، ولا المعتقد فيها النفع، فتدبر.
في ذاتها البسيطة على سبيل الرتق والوحدة، وإذا شاءت الفتق والتفصيل تخلقها من غير توسيط، بل بالعناية أو التجلي.
فمثل الإرادة مجعولة للنفس المخلوقة لله تعالى بيدي الجمال والجلال، بحيث يكون لها اقتدار على إيجاد صور الأشياء المجردة والمادية، لأنها من سنخ الملكوت.
فالإرادة الصادرة منها صدرت من ذاتها البسيطة المنطوي فيها الكمالات، ومنها الإرادة الذاتية.
فبذلك تنحل العقدة ويندفع الإشكال فيقال: إن الإرادة مخلوقة للنفس المنطوي فيها العالم الأكبر وجميع الكمالات، ومنها الإرادة المندمجة في ذاتها، فافهم.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162