حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٢١
شك ودفع: [في وحدة إرادة الله وعلمه] ربما يقال (1): إن إرادته لا يمكن أن تكون عين علمه تعالى، لأنه يعلم كل شئ، ولا يريد شرا ولا ظلما ولا شيئا آخر من القبائح، فعلمه متعلق بكل شئ دون إرادته، فعلمه غير إرادته، وعلمه عين ذاته، فيجب أن تكون إرادته غير ذاته. فهو يريد لا بإرادة ذاتية، وعا لم بعلم ذاتي.
وهو مدفوع بما في مسفورات أئمة الفلسفة (2) من أن إفاضة الخيرات غير منافية لذات الجواد المطلق، بل اختيارها لازم ذاته. وكون إفاضة الخيرات مرضيا بها بحسب ذاته هو معنى إرادته. ووزان الإرادة المتعلقة بالخيرات بالإضافة إلى العلم وزان السمع والبصر، فإنهما عين ذاته تعالى مع أنهما متعلقان بالمسموعات والمبصرات.
فذاته تعالى علم بكل معلوم، وسمع بكل مسموع، وبصر بكل مبصر.
وكذلك الإرادة الحقة مع كونها متعلقة بالخيرات عين ذاته [6].
ولنا مسلك آخر في دفعه نشير إليه إجمالا، والتفصيل - كالبرهان عليه - موكول إلى محله، وهو: أن العلم الذي هو عين ذاته تعالى - وهو كشف تفصيلي في عين البساطة والوحدة - حقيقته حقيقة الوجود الصرف الجامع لكل وجود بنحو الوحدة والكشف التام المتعلق بتبع كشفه عن الأشياء إنما هو كشف عن الوجود بما هو وجود بالذات.
[6] قال في " القبسات ": هذه شبهة قد استحصفها شيخنا الأقدم، رئيس المحدثين، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني - رضوان الله تعالى عليه - في جامعه " الكافي " فجعلها حجة واحتج بها على إثبات أن الإرادة القيومية الوجوبية زائدة

١ - الكافي ١: ١١١ - 112.
2 - القبسات: 325، الحكمة المتعالية 6: 343 - 344.
(٢١)
مفاتيح البحث: محمد بن يعقوب (1)، الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162