المقدمة أما المقدمة ففي أساس الاختلاف في الطلب والإرادة:
اعلم: أن مبنى الاختلاف في الطلب والإرادة هو الاختلاف في الكلام النفسي، ومبنى ذلك هو اختلاف أصحاب الكلام في أوصاف الواجب تعالى شأنه. فذهب الأشاعرة (1) إلى جانب الإفراط بإثبات صفات قديمة زائدة على ذاته، قائمة بها، قياما حلوليا ثابتة لها في الأزل، والمعتزلة (2) إلى جانب التفريط بنفي الصفات عنه تعالى، قائلين: إن ذاته نائبة مناب الصفات، من قبيل " خذ الغايات، واترك المبادي " [2].
[2] إن القرآن الحكيم كان في أثناء نزوله نجوما تبشيرا للمؤمنين، يهتم إنذارا بأمور ويشدد القول فيها، فكان ينهى عن التنازع والتقول على الله بغير علم، وعن موالاة الكفار وأهل الكتاب، حتى عد الموالين لهم خارجين عن الإسلام، فقال: * (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) * (المائدة: 51).
ولا يزال يخطر المسلمين بأمر المنافقين إخطارا أكيدا بقوله: * (هم العدو فاحذرهم) * (المنافقون: 4)، ويبالغ في أمر المودة في القربى وعدها أجرا على الرسالة، ثم أفصح عن تأويل هذا الأجر بقوله: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) * (سبأ: 47)، فبين أن