حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٩
المقدمة أما المقدمة ففي أساس الاختلاف في الطلب والإرادة:
اعلم: أن مبنى الاختلاف في الطلب والإرادة هو الاختلاف في الكلام النفسي، ومبنى ذلك هو اختلاف أصحاب الكلام في أوصاف الواجب تعالى شأنه. فذهب الأشاعرة (1) إلى جانب الإفراط بإثبات صفات قديمة زائدة على ذاته، قائمة بها، قياما حلوليا ثابتة لها في الأزل، والمعتزلة (2) إلى جانب التفريط بنفي الصفات عنه تعالى، قائلين: إن ذاته نائبة مناب الصفات، من قبيل " خذ الغايات، واترك المبادي " [2].
[2] إن القرآن الحكيم كان في أثناء نزوله نجوما تبشيرا للمؤمنين، يهتم إنذارا بأمور ويشدد القول فيها، فكان ينهى عن التنازع والتقول على الله بغير علم، وعن موالاة الكفار وأهل الكتاب، حتى عد الموالين لهم خارجين عن الإسلام، فقال: * (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) * (المائدة: 51).
ولا يزال يخطر المسلمين بأمر المنافقين إخطارا أكيدا بقوله: * (هم العدو فاحذرهم) * (المنافقون: 4)، ويبالغ في أمر المودة في القربى وعدها أجرا على الرسالة، ثم أفصح عن تأويل هذا الأجر بقوله: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) * (سبأ: 47)، فبين أن

١ - شرح المقاصد ٤: ٦٩ - ٧٧، أنظر شرح المواقف 8: 44 - 49.
2 - شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار: 182 - 213، الأصل الأول، فصل 27، كشف المراد: 296.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162