فما قيل (1): من أن العلم يتعلق بكل شئ دون الإرادة غير تمام، بل كلما يتعلق به العلم بالذات تتعلق به الإرادة كذلك، وكلما يتعلق به العلم بالعرض تتعلق به الإرادة أيضا به بالعرض.
فتحصل مما ذكرنا: أن الإرادة فيه تعالى من صفات الذات. نعم هذه الإرادة المتصرمة المتجددة التي لنا منتفية عنه تعالى، كما أن سائر الأوصاف بحدودها الإمكانية منتفية عنه. وللأخبار (2)، الموهمة خلاف ما ذكرنا توجيه لطيف لا يسع المقام ذلك [7].
بالجملة، فلا يمكن إثبات التكلم له تعالى بما ذكره المعتزلة، وتبعه بعض الإمامية.
[7] مر في الكلام المحكي عن " القبسات " بعض التوجيه، ولصدر المتألهين (قدس سره) بيان لطيف في " شرح أصول الكافي " مربوط بالمقام، قال:
تنبيه عرشي مما يجب أن يعلم: أن من الصفات ما يشمل الذات والفعل والإضافة كالعلم - مثلا - فإن من علمه ما هو عين ذاته كعلمه الإجمالي، ومنه ما هو عين فعله كعلمه التفصيلي بهويات الأشياء الموجودة عنده، ومنه ما هو إضافة إشراقية علمية لذوات الأشياء، إذ الحق يعلم الأشياء بعين ما يعلم به ذاته لا بأمر آخر، والعلم حقيقة واحدة لها مراتب إجمال وتفصيل.
فكونه عين ذاته تعالى لا ينافي كونه صفة ذات إضافة في بعض الأشياء، وإضافة محضة في بعضها، وصورة حادثة في بعضها.
فكل صفة تكون حالها كذلك لكانت من صفات الذات والفعل جميعا، فكان الذي