حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٨٣
السمع تصح هكذا، نسبتها إلى النفس، فبالسمع تسمع وبالبصر تبصر، فلا يصح سلب الانتساب عن القوى ولا عن النفس، لكونها روابطها وظهوراتها.
وليعلم أن فناء نور الوجود في نور الأنوار أشد من فناء قوى النفس فيها بما لا نسبة بينها، لأن النفس بما أنها موجودة متعينة ذات ماهية وحد - والماهية من ذاتها التباين والغيرية - تصحح الغيرية والتباين مع قواها، ومع ذلك تكون النسبة إليهما حقيقية لأجل الحظ الوجودي لهما، فكيف بموجود برئ عن جهات النقص والتعين، ومنزه عن الماهية ولوازمها، ومقدس عن شوائب الكثرة ومصححات الغيرية والتضاد والتباين؟!
تأييدات نقلية وهي أكثر من أن تذكر، فإن الآيات الكريمة والروايات الشريفة مشحونة من ذكر هذه اللطيفة الربانية والحقيقة الإلهية تصريحا وتلويحا، تنصيصا وكناية.
[الآيات] فمن الآيات - مضافا إلى ما أشير إليه آنفا من قوله تعالى: * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * (1) وقوله: * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * (2) وقوله:
* (ما أصابك من حسنة فمن الله...) * (3) الآية - الآيات (4) المتعرضة لقضية خضر وموسى - على نبينا وآله وعليهما السلام - فإن فيها إشارة لطيفة إلى هذه الحقيقة.
والآيات الناسبة التوفي تارة إليه تعالى كقوله: * (الله يتوفى الأنفس

1 - الأنفال (8): 17.
2 - الإنسان (76): 30 والتكوير (81): 29.
3 - النساء (4): 79.
4 - الكهف (18): 60 - 82.
(٨٣)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162