حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٢٩
[الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه] إن الوجود وعوارضه ولوازمه ليست ذاتية لشئ من الماهيات الإمكانية وإلا لانقلب الممكن بالذات إلى الواجب بالذات واللا مقتضي بالذات إلى المقتضي بالذات. فالماهيات الإمكانية في اتصافها بالوجود وعوارضه مفتقرة إلى العلة. كما أن في مراتب الوجود ما كان مستغنيا عن العلة هو الوجود القيوم بالذات - تعالى شأنه - وسائر الوجودات مفتقرة إليه تعالى، بل نفس الربط والفقر إليه بلا وسط أو معه.
فالماهيات الإمكانية في موجوديتها تحتاج إلى حيثية تعليلية وتقييدية، لأنها مجعولة موجودة بالعرض، والوجودات الإمكانية مستغنية عن الحيثية التقييدية دون الحيثية التعليلية، لأنها مجعولات بالذات لا بالعرض مفتقرات إلى العلة بذواتها، فنفس ذواتها معللة مفتقرة وذاتيها الافتقار والتعلق.
فلا يكون شئ متصفا بالوجود في نظام التحقق وكيان التقرر بلا جهة تعليلية إلا الواجب - تعالى شأنه - فالواجب تعالى ذاته الوجوب والوجود فلم يكن مفتقرا ولا معللا بوجه، والوجودات الإمكانية ذاتها التعلق والافتقار فلم تكن معللة في افتقارها بأن يكون افتقارها لأجل شئ آخر وراء ذاتها.
فهي معللة بذاتها غير معللة في المعللية، والماهيات غير معللة في ذاتها وذاتياتها معللة في تحققها، ولوازم الماهيات غير معللة في لزومها معللة في تحققها، ولوازم الوجود معللة في تحققها. فالمعلول بالذات لازم ذات العلة التامة بالذات لزوما بالعلية والتأثير، فلزوم المعلول لعلته عين
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162