الملكين لهم، وإثبات عذاب القبر للمجرمين والكافرين...
وقال القرطبي: إن الإيمان به مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أهل الملة ولم يفهم الصحابة الذين نزل القرآن بلسانهم ولغتهم من نبيهم (عليه السلام) غير ذلك وكذلك التابعون بعدهم وذهب بعض المعتزلة إلى موافقة أهل السنة على ذلك.
وذهب صالح قبة والصالحي وابن جرير إلى أن الثواب والعقاب ينال الميت من غير حياة وهذا مكابرة للعقول...
وقد تلخص من هذا: أن الروح تعاد إلى الجسد ويحيا وقت المسألة وأنه ينعم أو يعذب من ذلك الوقت إلى يوم البعث إما متقطعا أو مستمرا على ما سبق.
وهل ذلك من بعد وقت المسألة إلى البعث للروح فقط أو لها مع الجسم؟
يترتبان على أن الجسم هل يفنى أو يتفرق وكلا الأمرين جائز عقلا وفي الواقع منه قولان للمتكلمين ولم يرد في الشرع ما يمكن التمسك به في ذلك إلا قوله صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم يبلي إلا عجب الذنب).
فحيث يكون الجسم أو بعضه باقيا فلا امتناع من قيام الحياة به وحيث يعدم بالكلية يتعين القول بالروح فقط....
وبالجملة: كل أحد يعامل بعد موته كما كان يعامل في حياته ولهذا يجب الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كما كان في حياته.
وقد روي عن أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) قال: لا ينبغي رفع الصوت على نبي حيا ولا ميتا.
وروي عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تسمع صوت الوتد يوتد والمسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فترسل إليهم: لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وعن عروة قال: وقع رجل في علي عند عمر بن الخطاب فقال له عمر بن الخطاب: قبحك الله لقد آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره.