وقد ثبت في الصحيح في حديث الإسراء: أنه صلى الله عليه وسلم وجد آدم في السماء الدنيا وقال فيه: (فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح) ومن الأحاديث الصحيحة المتفق عليها نداؤه صلى الله عليه وسلم أهل البئر وقوله: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم).
وأما الادراك: فيدل له مع ذلك الأحاديث الواردة في عذاب القبر وهي أحاديث صحيحة متفق عليها رواها البخاري ومسلم وغيرهما وأجمع عليها وعلى مدلولها أهل السنة والأحاديث في ذلك متواترة.
ومن أحسنها ما رواه أبو داود الطيالسي عن أبي بكرة قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيننا إذ أتى على قبرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبي هذين القبرين ليعذبان الآن في قبورهما فأيكما يأتيني من هذا النخل بعسيب؟).
فاستبقت أنا وصاحبي فسبقته وكسرت من النخل عسيبا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فشقه نصفين من أعلاه فوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال: (إنه يهون عليهما ما دام فيهما من بلوتهما شئ، إنهما يعذبان في الغيبة والبول....
وفي هذه الرواية النص على أن العذاب الآن وأنه في القبور.
وقد أجمع أهل السنة على إثبات الحياة في القبور قال إمام الحرمين في الشامل:
اتفق سلف الأمة على إثبات عذاب القبر وإحياء الموتى في قبورهم ورد الأرواح في أجسادهم.
وقال الفقيه أبو بكر بن العربي في (الأمد الأقصى في تفسير أسماء الله الحسنى:
إن إحياء المكلفين في القبر وسؤالهم جميعا لا خلاف فيه بين أهل السنة.
وقال سيف الدين الآمدي في كتاب أبكار الأفكار: اتفق سلف الأمة قبل ظهور المخالف وأكثرهم بعد ظهوره على إثبات إحياء الموتى في قبورهم ومسألة