إن شخصا من هذا النوع، النظرة الواحدة منه عالم من الحكمة، وكل عمل منه ربيع ملئ بالمعرفة، وعندما يكون هو في المقدمة وفاطمة خلفه، وعلي خلفهما، فهذا عمل له معنى، ومعناه: أن فاطمة هي البرزخ بين النواة الكبرى والولاية العظمى.. ومعناه أن فاطمة فيها جنبة القطب والمحور، ولها موقع المركزية بين مقام الوحي الأعظم وتبليغ الوحي، وبين مقام تفسير الوحي فأمام فاطمة النبي وتبليغ الوحي، ووراءها تفسير الوحي.
هذه فاطمة الزهراء، هذه مجهولة القدر عند جميع العوالم، هكذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المباهلة، فماذا كان التأثير، وماذا حدث؟!
عندما جاء رئيس أساقفة نجران في وفد علماء النصارى وشخصياتهم، ورأى هذا المنظر، لم يملك نفسه أن قال: (والله إني لأرى وجوها لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها من مواضعها).
وجوها إذا حركت شفاهها بالدعاء.. أو مدت أيديها إلى السماء.. لامتلأ الوادي على وفد النصارى نارا، ولما بقي نصراني على وجه الأرض!!
يا ليت أن فهم هذا الأسقف النصراني كان توأما مع نقل الفخر الرازي!
لكن مع الأسف فإنا نرى نقل الحديث من الفخر الرازي، بينما درايته من الأسقف النصراني! وهذا بحد بذاته مصيبة كبرى!
قال الأسقف النصراني لقومه يجب أن نعمل بكل وسيلة لكي لا يرفع هؤلاء أيديهم بالدعاء!
وكان النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة وعلي والحسن والحسين: (إذا دعوت فأمنوا)!
إلتفتوا إلى هذه الكلمة، ما معنى هذه الجملة أيها الفخر الرازي؟ أيها