المسألة الخامسة التنقيص من مقام المعصوم عليه السلام توجد مسألتان أساسيتان في معرفة المعصومين عليهم السلام هما: مقام المعصوم عليه السلام والعلاقة الجدلية بين الأئمة عليهم السلام وبين خلافة أبي بكر وعمر خاصة.
وينبغي لنا أن نعترف أنا عندما انطلقنا في العمل الإسلامي على أثر الموجة الشيوعية، أهملنا فهم هاتين المسألتين، أو قررنا أن نتجاوزهما لتصورنا عدم الحاجة اليهما في عملنا، أو لمراعاة مخاطبنا الذي هو كل الأمة الإسلامية!
كنا نتصور أن بحث مقام المعصومين عليهم السلام وعلاقتهم بالخلافة القرشية، سوف لا يؤثر على فهمنا الذي توصلنا اليه لحياتهم وأدوارهم عليهم السلام!
وفاتنا أن فهم مقام المعصوم يعني فهم برنامج عمله الرباني، وأن فهم موقفه من نظام حكم أبي بكر وعمر، يعني تطبيقه لبرنامج عمله الرباني! وكلاهما يؤثران على فهم شخصية المعصوم عليه السلام وعمله، أبلغ التأثير!
المعصوم عليه السلام إنسان اختاره الله تعالى صاحب العلم المطلق والحكمة المطلقة وعصمه من الخطأ والهوى، وجعله إماما لعباده، وحجة على خلقه!
فماذا تعني للمسلم الشيعي هذه الصفات الثلاث المتفق عليها في مذهبنا؟!
إنها تعني أن حلم جميع المفكرين والعقلاء، والمعذبين في الأرض، قد تحقق! وقد انحلت مشاكلهم الفكرية والعملية، وأن علينا جميعا أن نترك فذلكاتنا ونعطل فلسفاتنا ونطيعه، ونطيف حول بيته الذي أذن الله أن يرفع، ونؤدي فروض الاحترام لمقامه الشامخ، ونتفكر فيه لعلنا نفهمه!
تعني أن علينا أن نفتح عقولنا وقلوبنا لقول المعصوم عليه السلام وفعله وسلوكه،