(34) كيف يستحق الإمام مقام الإمامة؟
(بتاريخ: 13 شعبان 1411 - 28 / 2 / 1991 - 9 / 12 / 1369) لابد لنا أن نستطرد البحث إلى أصول الدين، لنجبر ما فاتنا من التفسير. فالواجب علينا أن نبني أصول ديننا بناء علميا عميقا، ولا نرضى أن تكون ناقصة!
إن فقرة الدعاء هذه: اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك، ضللت عن ديني. (1) كلمة مملوءة بالخطورة! فمسألة معرفة الحجة لله على خلقه مهمة جدا، وليست هي كمعرفة العبادات أو المعاملات، أو معرفة الصحيح والأعم، والبراءة والاشتغال! ليست من هذه البحوث التي ندخل فيها بكل قوتنا! بل ترانا ندخل في بحوث العقائد والإمامة ونحن نرتعش خوفا، لأنا لسنا من فرسانها المسلحين، لكن لابد من الكلام.
اللهم عرفني حجتك.. إن المعرفة الكاملة لحجة الله تعالى فوق مستوانا! وهي مسألة لم تستوف بحثا، وإن كان أعيان علمائنا رضوان الله عليهم وجزاهم الله خيرا قد بذلوا جهودا كبيرة ولم يقصروا. لكن السر في عظمة المطلب وليس في تقصير الباحثين في مسائل الإمامة! إن عظمة مطالب الإمامة وعلو مقامها توجب أن لا نتوصل إلى أعماقها بسهولة.