(28) الإمام موسى الكاظم ونبي الله موسى بن عمران صلى الله عليه وآله (بتاريخ: 24 رجب 1423 - 2 / 10 / 2002 - 10 - 7 - 1381) هذه الليلة ليلة شهادة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، ونحن في جوار قبر ابنته الطاهرة، فمن المناسب أن ننتقل من الفقه الأصغر ونلقي نظرة مختصرة على موضوع من الفقه الأكبر، بما يتسع له الوقت لا بما يستحق الموضوع.
نظرة نسأل بها أنفسنا: ما هو مستوى معرفتنا للإمام موسى بن جعفر عليه السلام، نحن، والأكبر منا، والأصغر منا؟
قال الله تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب). (سورة البقرة: 269) وهي آية عجيبة، تدل على أن الحكمة إعطاء من الله تعال لأناس مخصوصين (من يشاء)، فمن هو هذا الذي يكون مورد مشيئة الله تعالى؟
إن فهم القرآن والسنة والبحث فيهما والوصول إلى غورهما، ليس أمرا سهلا كما يتصور البعض، بل أمر في نهاية الصعوبة. والله تعالى ليس بحاجة إلى أن يبحث الناس كلامه ويحققوه، فكلامه تعالى هو الحق المطلق، لكن الذين يبحثون فيه ويصلون إلى عمقه، هم الذين أعطاهم الحكمة والخير الكثير، الخير الذي يصفه رب العالمين بأنه كثير!