4 - الاتجاه الشيعي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله نعتقد نحن الشيعة بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وعصمتهم، وأنهم أئمة معينون من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله مفروضة طاعتهم، بل هم أفضل الخلق بعد نبينا صلى الله عليه وآله، ولهم مقامات عظيمة خصهم الله تعالى بها في نشأتهم في هذه الدنيا وقبلها، ولهم مع جدهم صلى الله عليه وآله مقام الشفاعة العظمى في الآخرة. وقد يعبر علماؤنا عن النبي وآله صلى الله عليه وآله بأنهم وسائط العطاء والرحمة والفيض الإلهي.
ويترتب على هذا الفهم أمور، تظهر في المعالم التالية:
الأول: أن العصمة التي نعتقد بها للنبي صلى الله عليه وآله عصمة كاملة عن جميع المعاصي الكبائر والصغائر، قبل البعثة وبعدها، في تبليغ الرسالة وغيره. وكذلك عصمة الأئمة من عترته عليهم السلام، مع أنهم أئمة وليسوا أنبياء.
الثاني: أن أهل البيت المعصومين عليهم السلام هم مصدر التلقي الوحيد للكتاب والسنة بعد النبي صلى الله عليه وآله، والميزان الوحيد لصلاح الصحابة والأمة أو الحكم بانحرافهم عن الإسلام، فالأئمة من العترة النبوية هم الأفضل وهم الأصل، ولا عبرة بقول من خالفهم من الصحابة وغيرهم، وذلك لثبوت عصمتهم، وأمر النبي صلى الله عليه وآله باتباعهم والتلقي منهم وحدهم.
والآيات والأحاديث التي تدل على ذلك كثيرة رواها الجميع، كقوله صلى الله عليه وآله:
إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما. (مسند أحمد: 3 / 17).
وقال السرخسي: قال عليه السلام: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، إن تمسكتم