وفي مسلم: 7 / 142: (عن عائشة قالت: كن أزواج النبي (ص) عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا، فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية، فضحكت! فقلت لها خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين؟! فلما قام رسول الله سألتها ما قال لك رسول الله (ص)؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره! قالت: فلما توفي رسول الله قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما حدثتني ما قال لك رسول الله؟ فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك. قالت فبكيت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت).
وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري! هذه الكلمة التي قالها النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام، غنية بالمعاني، فهو يذكر فاطمة بالامتحان الكبير الذي أخبرها أنها ستواجهه بعد وفاته! إن فراقها له أثقل عليها من السماء والأرض، لكن ما بعد فراقه سيكون أصعب! وقد أعدها لهذه المرحلة وشرح لها ما سيحدث، وهو هنا يودعها ويؤكد عليها أن تتسلح بسلاح الأولياء في امتحاناتهم (فاتقي الله واصبري) ويبشرها بقصر مدة الامتحان، وبالجزاء العظيم من الرب العظيم!
عندما نقرأ في زيارتها سلام الله عليها: يا ممتحنة، امتحنك الله الذي خلقك قبل