الموعود وعليه مرط أسود، وبعد أن أقام عليهم الحجة بالبرهان العلمي القاطع بالوحي وقوله تعالى: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. (سورة آل عمران: 59)، بعد هذا وصل الأمر إلى المواجهة والمباهلة! وستتضح حقيقة المباهلة من قول رأس النصارى الذي سيأتي..
المطلب عندكم واضح لكن نتعرف على رواية السنيين في آية المباهلة، وما نذكره من أتقن الروايات التفسيرية والحديثية.
خرج رسول الله وعليه مرط أسود، وقد حمل الحسين على صدره واحتضنه!
لقد كان الإمام الحسين في ذلك الوقت في سن يستطيع أن يمشي، لكن لأمر ما خرج النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفة: محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن يجره إلى جانبه.. لاحظوا تعبير النص بدقة..
النبي صلى الله عليه وآله في الإمام محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن، وخلفه فاطمة الزهراء، وخلفها علي بن أبي طالب عليهم السلام!
إنه نفس النبي الذي قال فيه الله تعالى وما ينطق عن الهوى (سورة النجم: 3) والذي لا ينطق عن الهوى لا يفعل عن الهوى!
إنه نفس النبي الذي يقول فيه الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (سورة الحشر: 7) ونفس النبي الذي سنته ليست فقط قوله، بل سنته قوله وفعله وتقريره.. وكل حركاته وسكناته سنة.. كل أطواره وأحواله سنة.. وكل ما يرتبط بمقام ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى. (سورة النجم 8 - 9) إنه خلاصة العالم، والنبي الخاتم، وجوهر الوجود، والشخص الأول في عالم الكون.