5 - الاتجاه الشيعي التركيبي أو الإلتقاطي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله وهو الاتجاه المتأثر بأفكار السنيين وأحيانا بأفكار الغربيين، وقد توسعنا فيه، لأنه يتصل بموضوعنا مباشرة.
وأصحاب هذا الاتجاه ليسوا فرقة متميزة عن الشيعة، بل هم أفراد في أوساطهم، ويظهر اتجاههم من أقوالهم وبعض كتاباتهم.
وأبرز معالم هذا الاتجاه الأمور التالية:
الأول، أن أصحابه ينكرون عددا من فضائل الأئمة ومقاماتهم عليهم السلام، مثل أن الله خلق نورهم قبل خلق العالم، وأنهم وسائط عطاء الله تعالى وفيضه، وأن لهم ولاية تكوينية على العالم.. الخ. ويحرصون على تقديم شخصياتهم عليهم السلام بعيدة عن عناصر الغيب التي فيها، كأنهم مجرد أئمة مذهب من المذاهب! بينما هم عليهم السلام أئمة ربانيون معينون من الله تعالى، وعلمهم منه سبحانه، فهم ورثة الكتاب والعلم الإلهي، وعندهم مواريث الأنبياء عليهم السلام، وهم ملهمون من الله تعالى، فلا يقاس بهم أحد، ولا تقاس شخصياتهم بغيرهم، ولا مذهبهم ببقية مذاهب الدول التي اضطهدتهم وأقامت مقابلهم علماء أسسوا لها هذه المذاهب، وجمعوا أصولها وفروعها خليطا من مصادر الإسلام، ومقولات أهل الكتاب، وظنون مؤسسيها!
الثاني: يدعو أصحاب هذا الاتجاه الشيعة إلى تركيز اهتمامهم على الولاية دون البراءة، وأن يكتفوا بذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام دون ذكر مظالمهم ودون البراءة من أعدائهم وظالميهم، حتى لا يثيروا بذلك حساسية أتباع المذاهب السنية، وغيرتهم على أئمتهم وحكامهم الذين ظلموا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله!