المسألة السادسة نظرتهم الخاطئة إلى زيارة الأئمة عليهم السلام ومراسم عاشوراء من المجمع عليه في مذهب أهل البيت عليهم السلام فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وبقية المعصومين من عترته الطاهرة عليهم السلام، خاصة الإمام الحسين والإمام الرضا صلى الله عليه وآله.
وقد وردت في ذلك روايات صحيحة بلغت حد التواتر وعمل بها الشيعة من عصر الأئمة عليهم السلام إلى يومنا هذا، وأفتى بها فقهاؤنا القدماء والمتأخرون.
وقد أكدت الروايات والفتاوى ما لزائرهم من فضل وثواب في الدنيا والآخرة، وأطلقت ذلك ولم تقيده بقيد أو شرط.
إلى أن جاء تأثير فكر الإخوان المسلمين والإخوان الوهابيين، فقام بعض المتأثرين به بوضع شروط لثواب الزيارة، ثم لمحتواها! فقالوا إن ثواب الزيارة بمقدار ما فيها من عمل سياسي لمعارضة النظام، وتوعية الأمة على إقامة الحكم الإسلامي! وادعوا أن الروايات التي تصف ذلك الثواب العظيم ناظرة إلى ذلك الهدف مختصة بظرفه، أما في مثل ظرفنا فثواب ذهابك إلى كربلاء بقدر الأجرة التي تعطيها للسيارة، وقدر السلام العادي على الإمام الحسين عليه السلام، والركعات التي تصليها هناك!.
كنا شبانا متحمسين لزيارة كربلاء مشيا على الأقدام في المواسم، أو بالسيارة في ليالي الجمع، فكان بعض أساتذنا يناقشنا بهذا الكلام، وكان بعضنا يناقشه، أو يسكت احتراما له، دون أن يقتنع!
وطالت الأيام، حتى اكتشفنا أن الفهم السياسي للدين فهم ناقص يخرجه