(14) وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام (بتاريخ: 28 جمادى الأولى 1412 - 6 / 12 / 1991 - 15 / 9 / 1370) بما أن الأسبوع القادم تعطيل، ولا نستطيع إكمال هذا البحث قبل التعطيل، فلننتقل اليوم من الفقه الأصغر إلى الفقه الأكبر، والبحث في هذا الفقه أصعب من ذاك، فذاك بحثه سهل علينا لأنا مسلطون على مواضيعه، أما هذا فمواضيعه مسلطة علينا! لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
قال الله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما (سورة النساء: 148) وهي آية عجيبة، لأن معناها أن الله تعالى يحب للمظلوم أن يصيح ويصرخ!!
والظلم له مراتب ودرجات، حكمه واضح عقلا ونقلا، لكن المهم أن نعرف مدى الظلم الذي وقع على علي وفاطمة صلى الله عليه وآله، فإدراكه يحتاج إلى دقة، وإن كانت معرفة حده وحقيقته غير ممكنة لنا، بل غاية ما يمكننا أن نستكشف بالدليل العلمي مؤشرات على فداحته!
إن الشخص الوحيد في العالم الذي يحمل صفة أصبر الصابرين هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فقد ورد له هذا الوصف في زيارته عليه السلام، وفي خطبة الإمام زين العابدين في الشام وغيرها) (1)