معايشتي لتأثير الموجة الشيوعية على العراق في ولادة الفهم الإلتقاطي أحمد الله تعالى حيث وفقني في نشأتي لأن أعيش في أجواء المرحوم آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره، حيث كان يقضي شهور الصيف في قريتنا ياطر، من جنوب لبنان، وكان يفيض على القرية والمنطقة من روحانيته الصافية، وعمق ولائه لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام.
وكان من فضله علي رحمه الله أن شجعني على طلب العلم في سن مبكرة، وهيأ لي أستاذي آية الله الشيخ إبراهيم سليمان حفظه الله، الذي كان يعيش أجواء السيد شرف الدين قدس سره في الولاء، فدرست عنده نحو ثلاث سنوات.
ثم عشت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في أجواء هذا الفهم والولاء لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام، وكنت مهتما إلى جانب دراستي، بقراءة سيرتهم عليهم السلام والتعرف عليهم أكثر، فكنت أقضي ساعات طويلة في مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في أوائل تأسيسها في قراءة السيرة من كتاب البحار وغيره، وكنت أشاهد العلامة الأميني قدس سره مشغولا في تأليف موسوعة الغدير، أو أراه في حرم أمير المؤمنين عليه السلام مستغرقا في الصلاة أو في الزيارة.
في تلك الفترة عايشت في النجف الصراع الذي احتدم بين الحوزة الدينية وموجة الشيوعيين (1377 - 1381 هجرية 1958 - 1962 ميلادية)، وشاهدت معاناة الشعب العراقي منهم، وتحملت بعض ما تحمله المتدينون وطلبة الحوزة خاصة من تحديات وإذلال وخطر، إلى أن استطاع المرجع السيد الحكيم قدس سره أن يصدر فتواه في الشيوعية، ويحدث ضدهم موجة شعبية قوية.
رأيت كيف هبت الحوزة والمسلمون في كل محافظات العراق في موجة