المسألة السابعة مرض الآحادية، والجرأة على مقام المراجع والعلماء مرض الآحادية:
ندرس في الحوزة في أول دروسنا في قطر الندى وألفية ابن مالك: قال الكوفيون وقال البصريون، فنعرف أنهم يختلفون في الرأي، لكنهم لا يتعادون ولا يتقاتلون! ثم نقرأ في المنطق، والمعاني والبيان، وأصول الفقه، والفقه، والتفسير، وفي كل علم ندرسه أو نقرأ فيه، أنه توجد آراء مختلفة في المسائل، فلا يتعادى أهلها، ولا يكره بعضهم بعضا، ولا هم يحزنون!
نتعلم بذلك أنه يوجد في المسائل العلمية موافق ومخالف ورأي ثالث، وأن أصحابها يتعايشون لأنهم يؤمنون بالتعددية، فيدافع كل منهم عن رأيه، وينتقد رأي من خالفه، لكنه يحترمه ويتعايش معه.
ونقرأ عن حقوق المؤمن على المؤمن، في الإخاء، والمودة، والمواساة، وحفظه في الغيب، وتحريم غيبته.. ونرى نماذج عالية من سلوك المؤمنين مع بعضهم، من عصور أئمتنا عليهم السلام إلى يومنا.
ونولد في بيوت تحترم العلماء، وتقدس المراجع، ثم نقرأ عن مكانتهم ومقامهم وسيرتهم، فنحبهم أكثر ونقلدهم ونتعلم منهم. ثم نتعرف على اختلاف آرائهم، فنعذرهم لأن اجتهادهم مشروع، ولأن الله تعالى يحاسب المرجع والعامي على قناعته هو بينه وبين ربه، وليس على قناعتي أنا!
وفي التاريخ والعقائد، ننتقد الآحاديين الذين اضطهدوا أصحاب الرأي الآخر، وسلبوا منهم حقهم الشرعي في التعبير عن رأيهم، ومنعوهم من قول