الزمخشري؟ أيها البيضاوي؟ معناها أنه: أن النبي يقول عملي تطبيق لأمر الوحي بقوله تعالى: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين. (سورة آل عمران: 61) حيث أوجب عز وجل أن يجتمع هؤلاء، ولذا قال لهم النبي: إذا دعوت فأمنوا.
ومعنى هذا أن دعائي بصفتي خاتم النبيين مقتض، لكن شرط فعلية اقتضاء المقتضي أنفاس فاطمة الزهراء، فلا بد أن ينضم تأمينها إلى دعائي! هكذا قرر الوحي، وهكذا قررت السنة هنا: أن دعاء الزهراء شرط لدعاء النبي صلى الله عليه وآله والمقتضي محال أن يؤثر بدون شرطه! ففي هذا المقام مقام مباهلة النبي صلى الله عليه وآله مع النصارى لابد مع رفع النبي يديه نحو السماء أن ترتفع معه أيدي أربعة آخرين حتى يستجاب الدعاء ويتحقق المطلوب!!
وما دام الأمر هكذا، فيا ترى من هو علي؟ ومن هي فاطمة؟ ومن هو الحسن بن علي؟ ومن هو الحسين بن علي؟!!
إن قيمة الحديث ليس بروايته، بل بدرايته، والأساس في الدين هو التفقه فيه، والكمال كل الكمال في التفقه والدراية لا بالرواية. وحقيقة التفقه أن تتعمق في كل الأفعال والأقوال والخصوصيات، ثم تستنتج.
نفس ذلك النبي الذي (وما ينطق عن الهوى) ولا يفعل عن الهوى، خرج في هذا الوضع! فلما رآه أسقف النصارى قال: (والله إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة! (الكشاف: 1 - 369 دار البلاغة ط. ثانية) فليت الفخر الرازي والزمخشري أعطيا فقه ذلك الأسقف النصراني وإنصافه!