ليلة القدر.. ليلة تنزل القرآن: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (سورة الدخان: 3)، فما معنى أن فاطمة تفسير لهذه الليلة المباركة؟!
تلاحظون أن تعليل هذا المطلب جاء بتعليل تسميتها (إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها)! وكلمة الخلق أوسع نطاقا من كلمة الناس، فهي تشمل الإنس والجن إلى أن تصل إلى الملائكة (الذين أسكنتهم سماواتك ورفعتهم عن أرضك) فحتى هؤلاء فطموا عن معرفتها!!
فما الخبر؟ ومن هي هذه المرأة؟ وماذا فيها من حقيقة غيب هي أرفع من أن ينال معرفتها أصحاب العقول الراقية؟!!
من أجل فهم هذه المسألة نحتاج إلى عقل قوي تربى بالقرآن، واستدلال معتمد على أكثر الأدلة قطعية يعني القرآن، بمساعدة السنة القطعية، فلعله يستطيع أن يفتح نافذة صغيرة على هذا المطلب العظيم.
لأن الخلق فطموا عن معرفتها.. لماذا؟
وأي سر في شخصية فاطمة عليها السلام، فطم الخلق عن معرفته؟!
القرآن كتاب الحكمة الإلهية (يس. والقرآن الحكيم) والإنسان أعلى موجود في المخلوقات، وقد ذكر القرآن الإنسان في ثمان وخمسين موردا، وفي أغلب هذه الموارد جاء ذكر الإنسان معرفة وفي بعضها ورد ذكره نكرة، وهذا التعريف والتنكير يحمل معاني كثيرة.
وقد بين القرآن مبدأ تكوين الإنسان ومنتهاه، فمبدؤه من علق اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق (سورة العلق: 1 - 2) ومنتهى مساره (خلق الإنسان علمه البيان) (سورة الرحمن: 4) ليس هذا بيان النطق باللسان فقط، بل هو البيان المتناسب مع تسمية القرآن بيانا في قوله تعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة