فنزل جبرئيل، وهنا أوج المطلب وسره: خذها يا محمد، هنأك الله في أهل بيتك.. فقد أوصلت خاتمية النبوة إلى أوجها، وقطفت ثمار شجرة الخليقة! لقد استطعت أن تربي بيتا بهذا المستوى، سيرته وسريرته وظاهره وباطنه: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا.
هنا يظهر معنى الحديث، ويتضح أن هذا البيت النبوي الفريد فان في وجه الله، وعندما يفنى الإنسان في وجه الله ينقلب وجوده، ويأخذ من أحكام وجه الله تعالى!
أيها الزمخشري والبيضاوي وكبار المفسرين السنيين، هل تعقلون هذا الحديث الذي كتبته أيديكم؟
هل عرفتم ماذا يأخذ الفاني في وجه الله، من الوجه المفني فيه؟
وهل عرفتم أن وجه الله لا يمكننا معرفته، فعلي لا يمكننا معرفته، وفاطمة لا يمكننا معرفتها، والحسن والحسين.. صلوات الله عليهم! فهل عرفتم الآن معنى: إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها؟!!
* *