(3) في عصمة أمير المؤمنين عليه السلام (بتاريخ: 12 رجب 1411 - 29 / 1 / 1991 - 9 / 11 / 1369) هذا الحديث من الصحاح التي يجب أن يتعمق الفقهاء في دلالتها وأبعادها. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أطاعني فقد أطاع ال له، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصا عليا فقد عصاني)!! (1) ومن ميزات هذا الحديث أن الذهبي الذي هو إمام النقد والتجريح عندهم، والذي عمل كل ما استطاع لإسقاط عمدة أحاديث فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، قد صحح هذا الحديث ووصف أبا ذر الذي ينتهي اليه بأنه: رأس في العلم والزهد والإخلاص والجهاد وصدق اللهجة.
لعل هذا الكلام يصل إلى بعض أصحاب الفكر السنيين، فعندما نقول يجب أن يتعمق الفقهاء في هذا الحديث، لا نقصد التعمق بالفقه الابتدائي بل بالفقه النهائي. فينبغي أن يعرف هؤلاء حتى لا يقعوا في الغرور بعملهم الحديثي، أنهم بلغوا الغاية في رواية الحديث والأسانيد، والشاهد على ذلك ما فعله محققوهم في قلب المتون من قبيل قلب الحديث المرفوع عن أنيسة في أذان بلال وابن أم مكتوم، قلب روايتها وفقهها! وكذلك قلبهم طبقة الإسناد، كالذي ارتكبه الرواة الحمقى من قلب مئات الأسانيد على المتون والمتون على الأسانيد، في البخاري وغيره.