فوجدت فاطمة على أبي بكر، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت.
وعاشت بعد النبي ستة أشهر.
فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها.
وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة (1).
6 - لكن الكلام في الحديث الذي ذكره، فإن القوم لم يتمكنوا من إثبات تماميته سندا ودلالة فقد جاء في الكتاب ما نصه.
(حجية خبر الواحد والترجيح مما لا حاجة لنا إليه ههنا، لأنه كان حاكما بما سمعه من رسول الله، فلا اشتباه عنده في سنده).
وهذا - مضافا إلى أن أبا بكر لم يكن حاكما في القضية بل كان خصما - فرار عن البحث، لأن غاية هذا الكلام حسن الظن بأبي بكر، فلماذا لم يحسن الظن بعلي وفاطمة والعباس وأزواج النبي.. الذين طالبوا بإرثهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكرين لهذا الحديث الذي انفرد أبو بكر بروايته!! ولا أقل من حسن الظن بكلا الطرفين، فلم يثبت المخصص لعمومات الإرث.
هذا، وقد وجدنا في حفاظ أهل السنة من تجرأ فقال الحق وتحمل في هذا السبيل الطعن والطرد، فصرح ببطلان هذا الحديث.. ألا وهو الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف المعروف بابن خراش، البغدادي، المتوفى سنة 283، قال ابن المديني: " كان من المعدودين المذكورين بالحفظ والفهم للحديث والرجال " وقال الخطيب: " كان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار وممن يوصف بالحفظ والمعرفة " وقال أبو نعيم: " ما رأيت أحفظ منه " وقال السيوطي:
" ابن خراش الحافظ البارع الناقد " إلى غير ذلك من كلماتهم في تكريمه وتجليله، وقد رووا عن عبدان أنه قال " قلت لابن خراش: حديث لا نورث ما تركنا صدقة.
قال باطل. قلت: من تتهم به؟ قال: مالك بن أوس " ولهذا رموه بالتشيع، وتهجم