لا سيما وأن جمهور فقهائهم على أن الفخذ عورة..
وأيضا: يدل الحديث على أفضلية عثمان من أبي بكر وعمر، فإنهما قد دخلا على النبي في تلك الحال فلم يغط فخذيه، فلما دخل عثمان سترهما وقال هذه الكلمة؟!
قال (295):
(القائلون بأفضلية علي تمسكوا بالكتاب والسنة والمعقول..) أقول:
الوجوه التي ذكرها أقل قليل من الأدلة التي يقيمها أصحابنا على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من جميع الخلائق.
قال (299):
(والجواب: إنه لا كلام في عموم مناقبه.. إلا أنه لا دليل على الأفضلية..
بعد ما ثبت من الاتفاق.. والاعتراف من علي ذلك).
أقول:
كيف لا تكون هذه الأدلة دالة على الأفضلية، وهو غير منكر لنزول الآيات التي ذكرها في شأن أمير المؤمنين عليه السلام، ولا لاعتبار الأحاديث المستدل بها، ولا لشئ من صفات الإمام وكمالاته؟
إنه لا وجه لقوله: " لا يدل على الأفضلية " إلا التعصب، وإلا لأتى بالرد.
وأما رفع اليد عن الدلالة بالاتفاق والاعتراف فهو يعلم بأن لا اتفاق فضلا عن الإجماع على أفضلية أبي بكر، ولا اعتراف من أمير المؤمنين عليه السلام بذلك .. وإنه ليكفي ردا على دعوى الاتفاق والاعتراف ذهاب جماعة كبيرة من أعيان الصحابة من بني هاشم وغيرهم إلى أفضلية علي، ذكر بعضهم ابن عبد البر حيث قال: " وروى عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم وفضله هؤلاء على