إن أشجعية أمير المؤمنين عليه السلام يضرب بها المثل ويعترف بها الموافق والمخالف، وما قامت للدين الحنيف قائمة إلا بسيفه.. وتلك مواقفه في الغزوات والحروب يعرفها الجميع.. فمن يدانيه في شجاعته.. والسعد لا يدعي الأشجعية له خاصة من علي عليه السلام، ولم يجرء على التصريح باسمه، بل يقول (لم يكن.. أقل من أحد).
قال (300):
(وأما حديث زهدهما في الدنيا فغني عن البيان).
أقول:
هلا ذكر عثمان كذلك؟ وقوله: " غني عن البيان " ليس إلا فرارا من الميدان، وإلا فليأت بأدلة وشواهد.. ولقد روى القوم أنفسهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف الإمام عليه السلام بالزهد فقال له: " يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل: الزهد في الدنيا، فجعلك لا تزرأ من الدنيا شيئا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما " (1).
قال (300):
(وأما السابق إسلاما فقيل: علي وقيل..).
أقول:
ليس غرض السعد إلا إنكار هذه الفضيلة للإمام عليه السلام، وإلا فإن حديث سبقه إلى الإسلام رواه: الترمذي وأبو حنيفة والحاكم والبيهقي والطبري والسهيلي وابن هشام وابن الأثير وابن كثير وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني والخطيب وابن سعد وأبو نعيم والزمخشري والسيوطي والمناوي عن عدة كبيرة من الأصحاب، بل قال ابن حجر المكي: " نقل بعضهم الإجماع عليه.. ومن ثم