فكم فرق بين هذا وما ذكره السعد عن لسان أصحابنا؟ وأي جواب يكون له أو لغيره عن هذا الذي ذكره العلامة الحلي مستندا إلى أخبار القوم ورواياتهم؟
وأما ما أرسله هنا من " أنه لو كان بعد النبي لكان عمر " و " لو لم يبعث فينا نبيا لبعث عمر " فسيأتي الكلام على ذلك..
قضايا عثمان قال (285):
(من مطاعنهم في عثمان: إنه ولى أمور المسلمين من ظهر منهم الفسق والفساد... وأنه صرف أموال بيت المال إلى أقاربه.. وأنه حمى لنفسه..
وأنه أحرق مصحف ابن مسعود وضربه.. وضرب عمارا.. وضرب أبا ذر ونفاه إلى الربذة، وأنه رد الحكم.. وأنه أسقط القود عن عبيد الله بن عمر..
والجواب..).
أقول:
لم يذكر مما نقم على عثمان إلا موارد، وقد قسم ما ذكره إلى أقسام:
فبعضها: ما لم يكذبه إلا أنه أجاب عنه بأنه (لا يقدح في إمامته، كظهور الفسق والفساد من ولاة بعض البلاد، إذ لا اطلاع له على السرائر، وإنما عليه الأخذ بالظاهر والعزل عند تحقق الفسق..).
أقول: فيه اعتراف بظهور الفسق والفساد من ولاة بعض البلاد، ولما كان بعضهم من الصحابة، فقد أذعن بوجود الفساق والمفسدين فيهم، وهذا إبطال لقول من قال بعدالة الصحابة كلهم..
وقوله: (لا اطلاع له على السرائر وإنما عليه الأخذ بالظاهر والعزل عند تحقق الفسق) مردود بوجهين:
فأولا: إن منهم من كان قد ظهر منه الفسق والفساد سابقا.. فالوليد بن عقبة هو الذي وصفه الله سبحانه في كتابه بالفاسق في قوله عز وجل: * (أفمن كان