اصطفيناه في الدنيا) هو الاختيار والاصطفاء هنا معناه التفضيل وتقديم لهم عليهم كما ذكر.
وبعبارة واضحة الاصطفاء يختلف معناه بحسب سياق الكلام والمناسبات الموجودة في الكلام فمن حيث التفسير لا كلام فيه وإنما الكلام في قوله (قدس سره) ولو كان الاصطفاء هنا ذاك الاصطفاء لكان الأنسب أن يقال من العالمين يعني اختارهم من العالمين ولا يقول على العالمين، هذا خلاصة توضيح كلامه رفع في علو مقامه.
أقول: مجرد هذا لا يكون فارقا بين الاصطفائين إذ المراد من (من) على فإن على تأتي في لغة العرب أحيانا بمعنى من، كما ذكر صاحب المغني كقوله تعالى:
(إذا اكتالوا على الناس يستوفون) (1).
وهو (قدس سره) ذكر في تفسير وإذا اكتالوا الخ، ما هذا لفظه (والمعنى الذين إذا أخذوا من الناس بالكيل... (2).
ففسر على هنا بمعنى من فهنا كذلك يكون المعنى في الآية أن الله تعالى اختار آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران من العالمين ولكن ذكرنا أن هذا التفسير مخالف لما جاء في الرواية المتقدمة في العيون فراجع، وبالجملة لا بد من طي طريق آخر للفرق بين الاصطفائين لا ما ذكره (قدس سره) والله العالم بحقائق الأمور