فتعال معي أيها القاري العزيز لنروي لك تلك الظلامات ونغوص في أعماق التاريخ لنجد ما يطالعنا به القوم من الظلامات التي أطبقت عليها الخاصة والعامة على ثبوتها وصدورها ولكن أتباع الأهواء والصدود عن الحق هو الذي جعل الكثير منهم يأخذ هذه الأحداث مأخذا تاريخيا ليس فيه أي فائدة وليس له أي علاقة لا بأصول الدين ولا بالعقيدة وإنما هو مجرد حدث لا يضر من عرفه ولا ينفع من جهله، وأنى لهم بالمعرفة الحقة والنور المستبين ذلك أن (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) فهلم بنا لكي نقف مع هذه الدراسة التي أفاضها لنا التاريخ ونحققها بعمق وتركيز على كل جوانبها وحسب ما تسعنا قابليتنا المحدودة في معرفة كوامن الأسرار ونزيح ما استتار في ظلم التاريخ عن هذه الظلامات عن غبار جعل الكثير من أبصار وبصائر الذين يدعون الصلة بالرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جهة الإسلام أنهم يحبون ويوالون الرسول في كل شئ ولكن...؟!!
ولنقف بدقة متناهية مع هذه الظلامات ونعرض جميع الأسئلة الواردة في المقام ونعرضها على كتاب الله الغريز باعتباره المصدر الأول لكل سؤال ولكل استفهام من أي من كان، ونعرضها على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي (لا ينطق عن الهوى ... إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى).
ونستنطق بهذه الأسئلة العقل ليكون القارئ العزيز على ثقة بما يتطلع إليه ويصل إلى مقام الاطمئنان الذي تصبو إليه النفس الإنسانية.
وقبل كل شئ ينقدح سؤال مهم ألا وهو هل أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما سيجري على أهل بيته من بعده أم لم يخبر؟
والجواب نجده واضحا من خلال مطالعة كتب التأريخ والحديث حيث ورد عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل أنه قال في قضية الإسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الله تعالى إن الله مختبرك - أي محمد صلى الله عليه وآله وسلم - في ثلاث ينظر كيف جدك، قال: أسلم لأمرك يا رب ولا قوة لي على الصبر إلا بك ، فما هن؟
إلى أن يقول الإمام الثالثة...
وأما الثالثة: فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل: أما أخوك علي فيلقى من أمتك