الشتم والتضعيف والتوبيخ والحرمات والجهد والظلم وآخر ذلك القتل.
فقال: يا رب، سلمت وقبلت، ومنك التوفيق والصبر. وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها غصبا إلي تجعله لها، وتضرب وهي حاملة، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعا وتطرح ما بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب، قلت إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسمك ومنك التوفيق والصبر (1).
إذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ما سيجري على بضعته الطاهرة وما يكون مآل الأمور من بعده، ويعلم من الذي سوف يكون الظالم لها ولبعلها ولذلك نجده في أكثر من مرة يوصي الزهراء وأمير المؤمنين بالصبر بما سيجري عليهم من بعده، ولقد جاء في المأثور الروائي أنه طالما أخبرهم بذلك وخصوصا عند قرب وفاته حيث أخبر الصديقة الشهيدة عليها السلام بأنها ستظلم من بعده وأنها أول الناس لحوقا به من أهل بيته بعد أربعين يوما من وفاته وقيل بإثنين وسبعين يوما، وهكذا تظافرت الروايات الكثيرة في إثبات هذه المأساة للزهراء من بعد أبيها، أما من الذي يظلمها حقها؟
فهذا ما ترويه قصة سقيفة بني ساعدة وإليك ما جرى في تلك الواقعة الأليمة لأهل بيت النبوة والتي كانت مفتاح الظلم الذي سنه الخليفة الأول والثاني على أهل البيت عليهم السلام.
* عن عبد الله بن عبد الرحمان قال: ثم إن عمر احتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلموا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستورون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي عليه السلام فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن، أو لأحرقنه على ما فيه.
فقيل له: إن فاطمة بنت رسول الله، وولد رسول الله، وآثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك؟!