وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية، لأنها طاهرة لا تحيض " (1).
وفي كتاب " مولد فاطمة عليها السلام " لابن بابويه، يرفعه إلى أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد كنت شهدت فاطمة إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية (2).
وعن أبي جعفر (عليه السلام)، عن آبائه: قال: " إنما سميت فاطمة بنت محمد " الطاهرة " لطهارتها من كل دنس، وطهارتها من كل رفث، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا " (3).
أقول: يظهر من التأمل في كلمات أصحاب الصحاح من أهل اللغة والبيان أنهم حملوا معنى الانقطاع بالنسبة للفظ البتول محملا جيدا وفسروه بأنه انقطاع عن نساء زمان فاطمة سلام الله عليها من ناحية العفة والفضل والدين والحسب، وكذلك حملوه على الزهد عن الدنيا وانقطاعها سلام الله عليها عن الدنيا وهذه المعاني التي حملوا اسم البتول عليها وإن كانت جيدة ومفيدة وواضح من خلال السليقة العربية ومفاهيمها إلا واقع الحال والمقام لا يساعد على هذا الحمل ولا يظهر فيه نتيجة وجود مرجحات وشواهد وقرائن واضحة لمن أراد استقصاءها في معنى اسم البتول، وخير شاهد على هذه القرائن هو ما قدمناه من الروايات الواردة في المقام من الخاصة والعامة، فهي أفضل دليل على أن المراد من كلمة واسم البتول هو ما أطلقت وبينت الروايات الشريفة، فالمقول الذي نقول به ونرجحه على كلمات أهل اللغة في معنى البتول في أنه هذا الاسم ظاهر في التي لم تر حمرة قط ولم تحض أبدا وهو الذي يساعد عليه المقام فتأمل في هذه الروايات المباركة.
أما ما يظهر من كلمات بعض الذين وقفوا موقف المتحير ولا يجد أي طريق لحل هذه المعضلة والتي حسب آرائهم أنها مخالفة لنظام العلل والمعاليل والأسباب، وأن