وأيضا عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه (عليه السلام) في حديث طويل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند قرب وفاته: " ألا إن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله " قال عيسى (الراوي للحديث) *: فبكى أبو الحسن (عليه السلام) طويلا وقطع بقية كلامه وقال: هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله يا أمة - صلوات الله عليها (1).
هذه هي بعض الأحاديث التي بينت كرامة اسم فاطمة عند الأئمة: أما معنى فاطمة وتسميتها بهذا الاسم المبارك فلا يخلو من أسباب ومناسبات فهلم معي إلى طائفة كبيرة من الأحاديث التي تذكر اسم سيدتنا فاطمة الزهراء ووجه التسمية وبيان معاني اسمها المبارك فاطمة وأقوال العلماء فيه.
وعن يونس بن ظبيان أنه قال له الإمام أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي. قال: فطمت من الشر. قال: ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه (2).
وعن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن محمد بن زياد مولى بني هاشم قال: حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له نجية بن إسحاق الفزاري قال: حدثنا عبد الله بن الحسن بن حسن قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): لم سميت فاطمة فاطمة؟ قلت: فرقا بينه وبين الأسماء. قال: إن ذلك لمن الأسماء، ولكن الاسم الذي سميت به، أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه، فعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتزوج في الأحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله، فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى " فاطمة " لما أخرج منها وجعل في ولدها، ففطمهم عما طمعوا، فبهذا سميت فاطمة " فاطمة "، لأنها فطمت طمعهم. ومعنى فطمت: قطعت (3).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " الليلة: فاطمة، والقدر: