بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد (عليه السلام) - في حديث نافلة شهر رمضان - قال: سبح تسبيح فاطمة (عليها السلام)، وهو " الله أكبر " أربعا وثلاثين مرة، و " سبحان الله " ثلاثا وثلاثين مرة، و " الحمد لله " ثلاثا وثلاثين مرة، - فوالله - لو كان شئ أفضل منه لعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياها (1).
أقول: يظهر من هذه الأخبار اختلافها عن المتقدمة من جهة الحيثية التي استظهرناها، ومن هنا كان لا بد لنا من معالجة الأخبار لكي نخرج هذا الاختلاف عن ظاهره وتوجيهه التوجيه الصحيح بحيث لا يبقى أي اختلاف وتعارض قال في المختلف: المشهور تقديم التكبير، ثم التحميد، ثم التسبيح ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن الصلاح وابن إدريس. وقال علي بن بابويه، يسبح تسبيح الزهراء، وهو أربع وثلاثون تكبيرة، وثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وهو يشعر بتقديم التسبيح على التحميد وكذا قال ابنه أبو جعفر وابن جنيد، والشيخ في الاقتصاد واحتجوا برواية فاطمة (عليها السلام).
والجواب: أنه ليس فيها تصريح بتقديم التسبيح، أقصى ما في الباب أنه قدمه في الذكر، وذلك لا يدل على الترتيب، والعطف بالواو لا يدل عليه، انتهى. وقال الشيخ البهائي (رحمه الله) في مفتاح الفلاح: اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء (عليها السلام) في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخر عند النوم، وظاهر الرواية الواردة به عند النوم يقتضي تقديم التسبيح على التحميد، وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء (عليها السلام) على الاطلاق يقتضي تأخيره عنه. والمشهور الذي عليه العلماء في التعقيبات: تقديم التحميد على التسبيح، وظاهر الروايات المعتبرة الصحيحة ذلك وهي شاملة بإطلاقها لما يفعل بعد الصلاة وما يفعل عند النوم، وما احتج به بعضهم في كون تقديم التسبيح على التحميد إنما يكون عند النوم مردود بكون الرواية التي استدلوا بها غير صريحة في تقديم التسبيح على التحميد فإن الواو لا تفيد الترتيب وإنما هي لمطلق الجمع على الأصح كما مبين في محله من الأصول، إلا اللهم أن يقال إن ظاهر اللفظ يقتضي ذلك.