يقدموا أي شئ فيما يقترحه الناس، ولو كانوا يملكون لاستجابوا لاقتراحات الناس.
2 - القول الثاني يقول بإمكان هذه الولاية التكوينية للأنبياء والأوصياء ولكن اختلف في وقوعها أو عدم وقوعها.
3 - والقول الأخير يقول بإمكان هذه الولاية وأنها وقعت في المحيط الخارجي واستدل هذا الأخير بعدة أدلة قدمها لكي تكون له برهان على مصداقية هذه المسألة. وقبل أن مختار أي الأقوال هو الصحيح؟ لا بد لنا من الوقوف مع المصدر الأول الذي أمرنا الله تعالى بالرجوع إليه والذي هو (تبيانا لكل شئ) والذي نعتبره أهم مصادرنا التي نستدل به على كثير من القضايا بل كل الوقائع وهو القرآن الكريم.
أقول: لا بد لنا من استنطاق القرآن الكريم ليخبرنا عن إمكان هذه المسألة وإمكان وقوعها في الخارج، وعليه لا بد من أن نوضح مسألة مهمة قبل الدخول في بحث القرآن الكريم لإثبات هذه القضية، وهي أن كل ما نقوله في شأن هذه الولاية التكوينية ولمن ثبتت له نقول إنما تكون بالتبع لا بالذات ولا بالاستقلال فإنه لا يوجد من يقول من العلماء بأنه هذه الولاية إنما تكون بالذات كلا وألف كلا فإن كل من قال بها إنما يقول هي بالذات وبالأصل لله تعالى وبالتبع وبالتفرع للأنبياء والأوصياء عليهم السلام فلا بد لنا ونحن نقف مع هذا البحث المهم أن نتذكر في كل استدلالاتنا هذا الأصل أي أنها بالتبع لا بالذات.
السؤال المطروح الآن هو: هل توجد آيات قرآنية تدل على إمكان هذه الولاية أو بتعبير أدق على وقوع هذه الولاية التكوينية؟ والجواب: جاء في لسان القرآن الكريم عدة آيات مباركة تدل على إمكان وقوعها بل إنها وقعت لكثير من الأنبياء، وليس هذا مجرد قول من دون دليل أو برهان علمي يصدق هذه المسألة بل لتوضيح الأمر لا بد لنا أن نقف مع هذه الآيات لكي نعرف مدى دلالاته على هذه المسألة ومنها:
* قوله تعالى: (... أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا