الكريم فهؤلاء لا يصلون ولا يرتقون إلى منزلة أهل البيت عليهم السلام وهذا مسلم به وحتى أن حديث الكساء يشير إلى ذلك الأمر، هذا الحديث الذي اعترف به أحقد من عليها - أي على الشيعة - ألا وهو ابن تيمية في كتابه منهاج السنة الذي ثنى ركبتيه وشد الأحزم لنقض كل فضائل أهل البيت عليهم السلام وحتى الرواية التي يجدها تحمل فضيلة فإنه ينكرها من الأساس فيكون بذلك مخالف لأسلوب العلماء والذين يريدون التخلص مثلا من رواية بإسقاط سندها وضعفه عن القيام بالحجية. إذن فحديث الكساء الشريف أثبت أفضلية أهل البيت عليهم السلام من بقية الآل وهذا بالحقيقة يجعل هذا الحديث يتألق في سماء العقيدة والمعرفة فإنه فاطمة ولدت حسنا وحسينا ولا يقاس بهم لا نبي من أنبياء بني إسرائيل ولا وصي وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل فيه دلالة واضحة على ذلك لأنه لو أخذنا وفسرنا أن علماء أمتي هم الأئمة عليهم السلام بالخصوص فيكون الأفضلية لفاطمة عليها السلام من هذه الجهة وأضف إلى ذلك أن عيسى بن مريم عليه السلام وكما وردت الروايات في ذلك إنه سوف يصلي خلف الإمام المهدي عج عند ظهوره الشريف وأضف إلى ذلك أنه أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام كان يقينهم ثابت ووصل مرحلة لا يصل إليها أحد من أنبياء بني إسرائيل أليس القرآن الكريم يقول في حق نبي من الأنبياء أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي يعني لم يصل إلى مرحلة الاطمئنان القلبي الراسخ الذي هو عبارة عن اليقين الحقيقي، أما علي وأولاد علي عليهم السلام لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا.
إذن ولادة مريم لعيسى بالمعجزة الربانية وإنه كان نبيا لا يدل أفضليتهما من الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وعليه كل الأدلة المطروحة حول ذلك مردودة، وهذا لا يعني إننا نطعن بشخصية مريم أو نريد أن نقلل من شأنها بل اتخذناها عظيمة من العظيمات وقسنا عليها عظماء الأمة.
والثمرة في هذا البحث من الناحية العقائدية وحسب ما نتصوره أنه عندما ثبت أنها سيدة نساء العالمين وأنها أفضل النساء من الأولين والآخرين فإنه سوف يكون ظلمها وعدم رعاية حقها من قبل الذين ظلموها والذين رضوا بذلك ذا وبال عليهم