ومنهم العلامة باكثير الحضرمي نزيل مكة والمتوفى بها في (وسيلة المآل) (ص 157 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) نقل الواقعة بعين ما تقدم من (حديقة الأفراح).
ومنها ما رواه القوم وقد تقدم نقله في (ج 8 ص 759 إلى ص 761) وننقل ههنا عمن لم نرو عنهم هناك:
منهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 44 المخطوط) روى عن هند بنت الجون: نزل رسول الله (ص) خيمة خالتها أم معبد، فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برئ ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها، فكنا نسميها المباركة وينتابها من البوادي من يستشفي بها (ويأتينا الأعراب من البوادي ممن يستشفي بها خ ل) ويتزود منها، حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها واصفر ورقها، ففزعنا فما راعنا إلا نعي رسول الله، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصحبت ذات شوك من أسلفها إلى أعلاها وتساقط ثمرها وذهبت نضرتها، فما شعرنا إلا بقتل أمير المؤمنين علي، فما أثمرت بعد ذلك وكنا ننتفع بورقها، ثم أصحبنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها، فبينا نحن فزعين مهمومين إذ أتانا خبر مقتل الحسين ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت.