قريش إلى إحدى خلتين ألا أخذتها منه. فقال له: أجل. قال له علي: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الاسلام. قال: لا حاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى البراز. فقال له: يا بن أخي ما أحب أن أقتلك. قال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك، فحمى عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي وخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة.
ومما برز من شجاعته في غزوة الجمل ما رواه القوم:
منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 151 مخطوط) قال:
ومن ذلك واقعة يوم الجمل الذي أجمل الناس فيه أمورهم وأذهب عنهم فكرهم وتدبيرهم، أباد فيه الرجال وأيتم الأطفال وفرق شمل العيال وجدل الأبطال واستطرمت في ذلك اليوم الصفوف، وكان القتلى فيه بالألوف وهو في ذلك المعرك على بغلة يجول وقد ذهلت من شدة الجلاد العقول يشق الصفوف مبتسما وعليه قميص وعمامة ورداء ويد المنون تدير على كماة الحرب كاسفات الرداء (1).