الشيعة في كتاب الديمقراطية * للأستاذ خالد محمد خالد الكاتب الكبير الأستاذ خالد محمد خالد درس في الأزهر، وحاز شهادته العالية، فهو من رجال الدين، ولكنه لا يلبس العمة، ولا يرضى عنه كثير من الشيوخ الأزهريين وغير الأزهريين أما خطيئته الكبرى عندهم فهو كتابه " من هنا نبدأ " وقد تكلمت عنه في عدد شباط سنة 1951 من مجلة العرفان الغراء وليس في الكتاب نفاق ولا رياء، ليس فيه تمجيد لملك أو أمير، ولا ثناء على إقطاعي أو رأسمالي، ليس فيه كلمة واحدة تشعر بأنه يريد أن يجلب لنفسه نفعا، أو يدفع عنها ضرا. بل إن كتاب " من هنا نبدأ "، وكتاب " مواطنون لا رعايا "، وكتاب " الديمقراطية تمجيد للحرية والكرامة، وثورة على الاستعمار والإقطاعية والرجعية "، إن هذه الكتب الثلاثة تعبر تعبيرا صادقا عما يجيش في صدر كل عربي مخلص، وتزيده إيمانا بحقه، وتمسكا بآماله، وإخلاصا لوطنه وحبا بالموت في سبيل الحرية والاستقلال.
تكلم الأستاذ خالد عن الاستعمار والدكتاتورية والإقطاعية، واستمد كلامه عنها من شجاعته وإخلاصه، من علمه وتجرده، من أعماق نفسه، لا من التقاليد والعادات، ولا من قال ويقول، فلم يقلد أحدا في قول أو فعل، ولم يعبأ بأية قوة تعترض مشيئة الشعب، وتقف في طريق حياته وتقدمه، ولهذه الغاية استقبل القراء في البلاد العربية آراءه ودعوته إلى الحرية والتحرر من الاستعمار والإقطاعية استقبالا عظيما، ولو إن المؤلف اعتمد على المصادر الصحيحة، على الدرس المجرد، والتمحيص العلمي عندما تكلم عن إخوانه الشيعة في كتابه