نقل هذا في معرض المدح والثناء على اجتهاد عمر وتحرره، فهل لقائل والحال هذه أن يقول: صاحب كتاب الديمقراطية متعصب ضد الشيعة! بعد أن ساواهم بالخليفة الثاني! وعلى أي الأحوال فإن الشيعة معهما اجتهدوا فإنهم يتعبدون لكل ما ثبت من نصوص الإسلام، ويحرمون الاجتهاد ضد النص، فهم متحررون من التقاليد ومن كان قيد ما عدا القيد الذي يفرضه الدين والعقل.
رغب إلي بعض إخواني الفضلاء الذين أحترم علمهم وآراءهم أن أعود إلى الموضوع على أن أنشر أقوال الشيعة فتوى ودليلا لكل مسألة نقلها صاحب كتاب الديمقراطية عنهم، فأجبت راجيا أن تجد كلمتي هذه عندهم الرضا والقبول، كما أرجو أن تعطي المؤلف الفاضل صورة صادقة واضحة عن جهل وتعصب الذين اعتمد عليهم في بعض ما نقله عن الشيعة، وكيف أنهم يضللون رجلا بريئا كالأستاذ خالد.
نقل الأستاذ في صفحة 148 من كتاب الديمقراطية أن " الشيعة لا يعترفون بغير القرآن، بل إن لبعض طوائفهم قرآنا غير قرآننا، وهم لا يعترفون بالسنة وأحاديث الرسول التي يرويها وينقلها أئمة أهل السنة ".
لا أدري إذا كان أحد من الشيعة يعرف هذه الطائفة التي لها قرآن غير قرآننا، أما أنا فلا أعرف عنها شيئا، ولم أسمع بها من قبل، ولا أريد أن أتعرف إليها أبدا، إن كان لها وجود، لأني اعتقد أنا، ويعتقد كل شيعي معي أن من لا يؤمن بهذا القرآن الذي بين أيدينا فهو كافر ليس من الإسلام في شئ، لا هو مسلم سني، ولا مسلم شيعي، كما إني لا أعرف أحدا من الشيعة يعترف بالقرآن دون السنة وأحاديث الرسول. إن الشيعة يعتقدون بأن القرآن والسنة شئ واحد من حيث وجوب العمل والاتباع، وإن من أنكر سنة الرسول فقد أنكر القرآن نفسه، لقوله تعالى " ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا " وهذه كتبهم في الفقه وأصوله، والحديث ورجاله، وهي تعد بالمئات تعلن بصراحة أن أدلة الشريعة الإسلامية، ومصادر أحكامها أربعة: الكتاب، والسنة، والاجماع، والعقل.
ميراث البنت وقال في الصفحة نفسها " والشيعة يجعلون المال كله لذي الغرض " يشير إلى