الضرورة تعفي المضطر من العقاب * عدم الحرج:
تقوم الشريعة الإسلامية على مبادئ وأسس يقاس بها كل حكم من أحكام الشريعة، من أي نوع كان، ومن تلك المبادئ السعة، وعدم العسر والحرج على المكلفين، وهو أصل مطلق غير مقيد، وحاكم غير محكوم، لا ينفيه شئ، وبه ينتفي كل تكليف يوجب العسر والحرج، سواء أكان التكليف من نوع العبادات أو المعاملات أو العقوبات أو الأحوال الشخصية.
وقد أعلن القرآن الكريم هذا المبدأ " وما جعل عليكم في الدين من حرج " " يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر ". " يريد الله أن يخفف عنكم " واشتهر الحديث عن الرسول الأعظم: (بعثت بالحنفية السمحة ".
قاعدة المصالح والمفاسد:
ومن القواعد التي ترجع إلى عدم الحرج قاعدة المصالح والمفاسد التي قال بها الشيعة والمعتزلة، تتلخص في أن الله أمر بالفعل لمصلحة فيه تعود على فاعلة، ونهى عنه لمفسدة كذلك، لا أن الفعل يصبح صالحا لأن الله أمر به وفاسدا لأنه نهى عنه، بل أمر به الله تعالى لأنه صالح بالذات، ونهى عنه لأنه قبيح بالذات.
ويتفرع على ذلك أنه يجوز للإنسان - إذا اضطرته الظروف - أن يفعل، ويترك ما نص الكتاب والسنة على وجوبه وتحريمه، ولا يعد ذلك مخالفة منه