التقية قال ابن أبي الحديد في أول الجزء الثالث من شرح نهج البلاغة ما يتلخص بأن معاوية بن أبي سفيان كتب إلى عماله برئت الذمة ممن يروي شيئا في فضائل علي وأهل بيته، وأن يمحو اسم كل شيعي من دواوين العطاء، وينكلوا به، ويهدموا داره، وامتثل العمال أمر سيدهم، فقتلوا الشيعة تحت كل حجر ومدر، وطردوهم وشردوهم، وقطعوا الأيدي والأرجل، وسملوا الأعين، وصلبوهم على جذع النخل. وزاد الضغط بعد معاوية أضعافا، وبالأخص في ولاية عبيد الله ابن زياد قاتل الحسين، وولاية الحجاج " بن يوسف " حيث قتل الشيعة كل قتله، وأخذوا بكل ظنة وتهمة حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافرا أحب إليه من أن يقال له شيعي.
ومن هذا الضغط التزم الشيعة طريق (التقية). ومعناها عندهم الحيطة والحذر من القوي الظالم الذي يأخذ المتهم دون أن يحاكمه ويأذن له بالدفاع عن نفسه.
واليوم لا أثر للتقية عند الشيعة حيث لا خوف عليهم، ولا هم يرهبون.
واستدلوا على تشريع التقية بالآية 106 النحل " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ". قال المفسرون في سبب نزولها: إن المشركين آذوا عمار بن ياسر، وقسوا عليه، وأكرهوه على قول السوء بحق الرسول صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ما أرادوا، فوصل خبره إلى الرسول، وهو مع جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: كفر عمار، فأجابه الرسول: كلا، إن عمارا يغمره الإيمان من قرنه إلى قدمه، ودخل عليهم عمار باكيا على ما صدر منه، فمسح الرسول عينيه، وقال له: لا تبك، إن عادوا لك فعد لهم بما قلت.